الغربللي: الحرب الغربية – الإيرانية قادمة


العميد أركان حرب المتقاعد يؤكد انتهاء مرحلة «الكلام» وأن الضربة العسكرية حتمية








- النصر للغرب بعد ان أضعف إيران اقتصادياً وعزلها دولياً ولتفوقه عسكرياً وتقنياً
- مرحلة الكلام انتهت أو تكاد.. والمواجهة قادمة بين إيران والمجتمع الدولي
- العميد أركان حرب متقاعد عبدالكريم الغربللي لـ الوطن: طبول الحرب تدق في المنطقة والكوارث قادمة لا محالة.. نريد خطة دولة تواجه المخاطر
- مطلوب جلسة لمجلس الأمة لمناقشة جاهزية الدولة للتعامل مع مخاطر الحرب
- دول المنطقة في مرمى نيران إيران حال المواجهة العسكرية وعلينا الاستعداد للعيش دون كهرباء وماء ووقود
- عزل أو تدمير القوة الجوية الإيرانية قبل المعركة وغواصات طهران ستكون اول من يخرج من ساحة القتال وستكون المنشآت النووية صيداً سهلاً



- قوات التحالف تستعد لشن أكبر حرب حال تطور المواجهة في المنطقة

- نطمح إلى خطط شاملة فلن يكفي اذا ماوقعت الواقعة ان توزع وزارة الصحة حبوب اليود

- أكثر من 50 ألف إيراني انتحاري جاهزون للقيام بأعمال انتقامية في المنطقة حال اندلاع الحرب لنستعد

- النظام الإيراني سجل ارقاما غير مسبوقة بالصرف على التسلح من الشرق المتواضعة امكاناته والمجتمع الدولي غير مرتاح للملالي

- الضربة العسكرية لن تستهدف احتلال إيران بل تدمير مرافقها وقدراتها النووية

- تعطيل المدارس واغلاق البورصة مؤقتاً وقت الحرب واجب.. وسياسة «النعامة» لن تجدي نفعا

- إيران ترفض الاستفادة من دروس الحرب في المنطقة والدول التي صَّدرت لها السلاح لتكدسه حولته الى خردة



كتب فوزي عويس:
«طبول الحرب بين الغرب بقيادة أمريكا وايران تدق في المنطقة، ولا يمكن ان تخطئها أذن من لديه حكمة وحصافة» هكذا وصف الخبير العسكري سابقا والاستراتيجي حاليا العميد أركان حرب متقاعد عبدالكريم الغربللي المشهد في المنطقة، مؤكدا ان مرحلة الكلام والتي تعتبر بدايات أي حرب قد انتهت، وسيليها مرحلة العمل، وأن الحرب أصبحت حتمية خاصة في ظل اصرار ايران على تخصيب اليورانيوم ورفض المجتمع الدولي لهذا الأمر.
وفي شأن سيناريو الحرب المقبلة في المنطقة، قال الغربللي في حوار مع «الوطن» ان الغلبة فيها ستكون للغرب لتفوقه عسكريا وتقنيا على ايران، موضحا ان الغرب هيأ الأرضية المناسبة لتحقيق النصر باضعاف ايران اقتصاديا وعزلها دوليا أولا، ومن ثم سيبدأ الحرب الفعلية بقيام معدات الحرب الالكترونية للتحالف الدولي باستهداف وتعطيل وتشويش كافة وسائل الاتصال الايرانية بما فيها الرادارات والمحطات الفضائية وحتى الهواتف النقالة، ما يجعل القطع البحرية الايرانية تهيم في البحر بدون أي توجيه أو اتصال أو قيادة، وستقوم قوات التحالف بقصف وتدمير مواقع الصواريخ الايرانية وكذلك الغواصات، كما ستحيد القوة الجوية الايرانية وتعزلها وربما تدمرها لتسيطر على الجو، وبذلك تكون المنشآت الايرانية مهيأة كصيد سهل وميسر لأسلحة التحالف الذكية والدقيقة.
وعن ردة الفعل الايرانية، قال الغربللي انها قد تسعى لاغلاق مضيق هرمز لاعاقة خطوط الامداد والملاحة، وتفعيل الخلايا النائمة في دول المنطقة للقيام بأعمال ارهابية ضد مصالح المجتمع الدولي وزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة كما أعلنت ايران من قبل أنها جهزت أكثر من 50 ألف مقاتل انتحاري للقيام بأعمال انتقامية في المنطقة عند تعرضها لهجوم عسكري، وستوجه صواريخ الى محطات تقطير المياه والمحطات الكهربائية والمنشآت البترولية ومناطق مأهولة بالسكان.
أما عن خطة المواجهة التي يجب ان تتبعها دول الخليج والكويت، أوضح الغربللي ان على الحكومة ومجلس الأمة والمواطنين الاستعداد من الآن لواجبات المستقبل، ودعا الى معالجة التركيبة السكانية قبل ان تخرج عن السيطرة، وذلك ان هناك الكثير من الجاليات التي تعيش في الكويت ونسبة كبيرة منها غير أمينة، اضافة الى وجود طابور خامس في البلاد ومن تجاوز ولاؤهم حدود الوطن. كما دعا الى البدء من الآن بتخزين المواد الغذائية والماء والوقود وتقنين توزيعها، واعداد خطة لاخلاء المناطق المتاخمة لاحتمالات انبعاث الغازات والأبخرة السامة، خاصة المناطق القريبة من مصنع تخزين الأمونيا في منطقة الفحيحيل، مطالبا بأن يكون هناك جلسة خاصة لمجلس الأمة ومجلس الوزراء تعقد كل ستة أشهر لمناقشة الوضع وجاهزية الدولة لكل الاحتمالات.


============
اجرى الحوار فوزي عويس:
«الحرب» اولها كلام.. وقد قارب الكلام على الانتهاء وعلينا الاستعداد جيداً لاثار مواجهة عسكرية تعد لها العدة الآن بين ايران والمجتمع الدولي» بهذه الصرخة استهل الخبير العسكري سابقا والاستراتيجي حاليا العميد اركان حرب متقاعد عبدالكريم الغربللي حديثه الذي خص به «الوطن» مؤكداً ان الحشود العسكرية الاجنبية ليست تهويشية لايران كونها ذات كلفة عالية وعليه فان طبول الحرب تدق في المنطقة والكوارث على اثرها قادمة لا محالة.
واشار الغربللي الى ان هناك اكثر من 50 الف ايراني انتحاري جاهزون للقيام باعمال انتقامية حال اندلاع الحرب وشدد على ضرورة الاستعداد كويتياً وخليجياً من خلال خطط واضحة تواجه اثارها ويتم التدريب عليها وقال بان الواقعة اذا ما وقعت فلن يكفي ان تقوم وزارة الصحة بتوزيع حبوب اليود واقترح في الوقت نفسه ان يعقد مجلس الامة جلسة نصف سنوية تخصص لمناقشة جاهزية الدولة للتعامل مع مخاطر وآثار اية حرب قادمة في المنطقة.
وقدم العميد الغربللي تصوراً لسيناريو الضربة العسكرية الدولية التي ستوجه الى إيران وقال بان قواتها الجوية سيتم عزلها او تدميرها قبل المعركة واما غواصاتها فستكون اول من يخرج من ساحة القتال وعندها ستكون المنشآت النووية المستهدفة صيداً سهلاً وهنا تفاصيل الحوار:
< كيف تنظر الى تسارع خطة التوتير في منطقة الخليج خصوصا بعد وصول حاملات الطائرات في المنطقة الى ثلاث؟
- «الحرب اولها الكلام» وها هي حقبة الكلام بين كل من إيران والمجتمع الدولي بقيادة أمريكا توشك على النهاية.. وذلك بصدور مجموعة من قرارات العقوبات من مجلس الامن ضد إيران.. ولعل من اكثرها قسوة وتأثير قرارات حظر التعامل مع البنك المركزي الايراني وحظـر شراء البترول الايراني.. في الوقت نفسه يتسارع ايقاع تكدس وحشد الجند والعتاد والعدة لزوم الخيار العسكري حتى صول عدد حاملات الطائرات في الخليج العربي لعدد ثلاث اضافة للقطع العسكرية الاخرى اخص بالذكر منها الغواصات حاملة الصواريخ الموجهة.. وهذه الحشود لا يمكن مواصلة النظر اليها على انها من باب التهويش فقط لارتفاع تكاليفها.. وعلى الرغم من كل هذه الشواهد التي لا تحتاج الى خبير لتحليل خطورتها، الا ان البعض مازال مستغرقا في مرحلة الانكار «Denial Phase» ويمني النفس بالاستفاقة من هذا الكابوس الخليجي الذي طال ليلة واختفى بدره..

وفق الشروط

< هل إيران تجهل منطق القوة الذي تواجه به وكيف لها تجنب المواجهة مع الشرعية الدولية؟
- لابد من تعريف ومن ثم تشخيص سبب المشكلة وعلة الخلاف قبل وصف الحل لتجنب المواجهة.. حيث ان الجدل السياسي الدائر بين كل من إيران والمجتمع الدولي حول ماتدعيه إيران من حقها في تخصيب اليورانيوم ذاتياً.. ومعارضة المجتمع الدولي لذلك.. ولا نعتقد بان إيران تجهل منطق القوة التي تواجهه به من قبل المجتمع الدولي، وهو بالمناسبة نفس المنطق الذي تتبناه ايران ضد دول الخليج العربية عندما صمت اذنيها عن قلق هذه الدول تجاه سياسات ايران في العراق.. ومحاولة تغلغل وبسط نفوذها في البلاد العربية، وقبل ذلك تجاهلها نداء صوت الحكمة لدولة الامارات العربية المتحدة لنزع فتيل ازمة مشكلة الجزر العربية المحتلة باللجوء الى محكمة العدل الدولية.. كما سوف نتجاوز عن مدى اهمية هذا المشروع النووي الايراني وخطورته على البيئة وتوقيته وترتيب اولوياته الايرانية واهميته للشعب الايراني المتطلع للاستقرار والتنمية والتمتع بخيرات الوطن بعيدا عن اجواء المواجهة والتوتر والحروب.. وهو تطلع مشروع بموجبه وصل الرئيس نجاد الى الحكم عندما رفع شعار مال النفط للشعب.. وهاهو النفط يستقر باسعاره المرتفعة لمدة طويلة لتتكدس مليارات الدولارات التي سوف تهدر لمصلحة الدول المصنعة للسلاح.. ولا يستفيد منها الشعب الايراني.
ان نزع فتيل التوتر مازال بيد ايران عندما تعلن توقفها عن تخصيب اليورانيوم ذاتياً وذلك وفق شروط المجتمع الدولي وهيئة الطاقة النووية الدولية..

أرقام غير مسبوقة

< هل تتوقع كخبير عسكري واستراتيجي توجيه ضربة عسكرية لإيران فعلاً؟
- باصرار إيران على تخصيب اليورانيوم ذاتياً.. وبرفض المجتمع الدولي تكون المواجهة حتمية.. وبكل اسف إيران ترفض ان تستفيد من دروس الحروب التي حدثت مؤخراً في المنطقة.. وتصر على زج شعبها في مواجهة وأتون حرب غير متكافئة.. واذا ما اضفنا عاملاً آخر لا يقل اهمية وهو عدم ارتياح المجتمع لحكم نظام الملالي في ايران.. اذاً هي المواجهة.. وهذا ما يتمناه الكيان الصهيوني الاسرائيلي لايران. النظام الايراني لم يستفد كثيرا من دروس عدم جدوى تكديس السلاح والعتاد عندما تقرر الدول المصنعة تحويل السلاح الى خردة وذلك عند الامتناع عن دعمه او بتعطيله بالوسائل اللوجستية او الاليكترونية المزروعة داخله… فالنظام الإيراني الحالي سجل ارقاماً غير مسبوقة بالصرف على الانفاق العسكري.. فاذا علمنا ان المتاح لإيران هو السلاح الشرقي المتواضع الامكانيات لاستطعنا ان نتصور ان إيران اهدرت اموالها ولم توفق في توجيه ميزانية التسليح لدعم قوتها امام الاخطار التي قد تواجهها وعلى رأسها الدول الغربية المعروفة بتقدمها بالتقنية العسكرية..

تدمير لا احتلال

< لكن هناك من يستبعدون ذلك تحت ذريعة ان للمجتمع الدولي مصالحه في المنطقة ولا يمكن المغامرة بهذه المصالح خصوصا وان لايران ثقلا بشريا وعسكريا في المنطقة؟
- البعض يستبعد العمل العسكري متذرعا بحجم ايران سكانيا ومساحته وترسانته العسكرية وخشية المجتمع الدولي على مصالحه في المنطقة والتي هي في مدى النيران والنفوذ الايراني.. ولكن اذا ما نظرنا الى واقع الحال لوجدنا ان الهدف من العمل العسكري هو تدمير المرافق والقدرات النووية الايرانية وليس احتلال ايران.. وكل ذلك في واقع الحال في مقدرة الآلة العسكرية للمجتمع الدولي بما يملكه من تقنية متقدمة وفتاكة واسلحة ذكية دقيقة الاصابة، اضافة الى ذلك الجانب الردعي لقوة المجتمع الدولي التي ستتكفل بلجم ردة الفعل الايرانية خصوصا اذا ما اخذنا بالاعتبار الوضع السياسي الايراني غير المستقر.. ان المجتمع الدولي لديه من الامكانيات التقنية والعسكرية ما يجعله متفوقاً على ايران تفوقا نوعيا وكميا وبشكل ساحق.. ولا نعتقد اننا بحاجة ان نوضح او حتى نعلق على الامكانيات التقنية والعسكرية المتاحة للعالم المتقدم المصنع للسلاح، خصوصا عندما يكون موحدا كما هو عليه الآن ضد السياسة والرغبة الايرانية.. وهذا هو تفسير البعض عند استبعاد خيار العمل العسكري.. من منطلق ان لايران قوة ردع يجب ان يخشاها المجتمع الدولي..!!! مبنية على الانتقام.. واغلاق الممرات المائية.. وهدم المعبد على من فيه.

صيد سهل

< ما السيناريو الذي تتوقعه للضربة العسكرية لايران؟
- قلنا أنه باصرار ايران على تخصيب اليورانيوم ذاتيا وبرفض المجتمع الدولي لذلك.. تكون المواجهة حتمية.. ولكن كيف؟! اذ بعد ان تمت تهيئة مسرح العمليات واضعاف ايران اقتصاديا وعزلها دوليا.. يتم تفعيل الخطة العسكرية التي تستند ايضا الى ضعف استقرار ايران الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.. ويمكن تصور العمل العسكري قيام معدات الحرب الاليكترونية للتحالف الدولي باستهداف وتعطيل وتشويش كافة وسائل الاتصال والقيادة والسيطرة الايرانية.. بما في ذلك اجهزة الاعلام من المحطات الفضائية والراديو والتلفزيون ومحطات الرادار المختلفة وحتى الهواتف النقالة.. اما بالنسبة للقطع البحرية فسوف تهيم في البحر شأنها شأن المعدات العسكرية الاخرى بدون وسائل اتصال ولا قيادة ولا سيطرة.. في الوقت نفسه تقوم طائرات التحالف «الشبح» التي لا يمكن ان يرصدها الرادار.. والصواريخ بعيدة المدى بقصف وتدمير مواقع الصواريخ الايرانية.. اما الغواصات الايرانية فسوف تكون اول من يخرج من المعركة بسبب رصدها وتعقبها المستمر وامكانياتها البدائية.. اما القوة الجوية الايرانية فسوف تحيد وتعزل. وربما تدمر. قبل بداية العملية لتمتع القوات الدولية بالسيادة الجوية على مسرح العمليات.. وبذلك تكون الاهداف والمنشآت الايرانية فسوف تحيد وتعزل. وربما تدمر. قبل بداية العملية لتمتع القوات الدولية بالسيادة الجوية على مسرح العمليات.. وبذلك تكون الاهداف والمنشآت الايرانية مهيأة كصيد سهل وميسر لاسلحة التحالف الذكية والدقيقة الاصابة والفتاكة ذات القدرات التدميرية الهائلة.. اذن يمكن تلخيص تفوق امكانيات المجتمع الدولي على ايران وفق الاسبقية في هذه المعايير الثلاثة «المقدرة على… رؤية.. رمي.. تدمير.. الهدف اولا»، فايران بالنسبة للمجتمع الدولي كالكتاب المفتوح من خلال تقنية الاقمار الصناعية ومعدات الاستشعار عن بعد، كما ان تقنية ومدى ودقة اسلحة المجتمع الدولي تتفوق بنسبة كاسحة عما هو موجود لدى ايران.

الخلايا النائمة

< وماذا عن المخاطر المحتملة التي يمكن ان تصيب المنطقة اثر تفعيل الخيار العسكري؟
- اتمنى من كل قلبي ان تقدر ايران الموقف بصورة واقعية وان تنزع فتيل المواجهة بالتوصل الى اتفاق مع المجتمع الدولي قبل العمل العسكري ذي المخاطر الكثيرة والمتنوعة والتي اذكر منها بسط النفوذ الاجنبي على ايران، تهديد انسياب وسلامة خطوط النقل البحري واحتمال اغلاق مضيق هرمز وما يترتب على ذلك من اعاقة لخطوط الامداد والملاحقة، وتهديد امن دول المنطقة بتفعيل الخلايا النائمة التي توعد بها مرشد الثورة الايراني للقيام بعمليات ارهابية ضد مصالح المجتمع الدولي وزعزعة امن واستقرار دول المنطقة، التعرض لنيران ترسانة الصواريخ الايرانية التي تقع دول المنطقة جميعها في مدى نيرانها.. واحتمال توقف أو تعطل الخدمات الاساسية كالماء والوقود والكهرباء وغيرها…

أثر مدمر

< وما المطلوب لمواجهة تداعيات هذا الموقف؟
- آمل ونحن نتوخى الواقعية في وصف خطورة الموقف من ان نخلق وعيا نستطيع بموجبه مواجهة التحديات المستقبلية وذلك بتسخير كافة الامكانيات المتاحة.. لتفادي – أو على الاقل تقليل – تداعيات هذا الظرف الخطير… واحتمالات الحرب وما تجره من دمار. واناشد كلاً من مجلس الامة والحكومة والمواطنين كل في موقعه بالاستعداد لواجبات المستقبل، اذ على الرغم من ان دول منطقة الخليج العربي هي اول من يتأثر بتداعيات انفراط الموقف..، الا انها لا تملك سوى ان تتمنى على المجتمع الدولي وايران بممارسة اقصى درجات ضبط النفس وتغليب الحكمة لتجنب تدهور وانفلات الموقف الى المواجهة العسكرية..، لذلك على دول المنطقة ودولة الكويت على وجه الخصوص الاستعداد لواجبات المستقبل، فعند بداية العمليات العسكرية واستخدام اسلحة ذات مدى بعيد وبكميات كبيرة.. فأثر هذه العمليات لن يكون مقتصراً فقط على مسرح العمليات، بل سوف يطال اثره السلبي والمدمر جوانب اخرى في اماكن مختلفة من العالم… فمسرح العمليات العسكرية هذه المرة يغطي اغلى واهم منطقة استراتيجية في العالم… لما يحتويه من مخزون بترولي كبير… وللأهمية الاستراتيجية لموقع الخليج العربي… ويمكن توقع الآثار السلبية للعمليات العسكرية على جوانب كثيرة.

خطة المواجهة

< اذن ما الذي يجب علينا في المنطقة عموما والكويت خصوصا تحسبا واستعدادا لآثار مثل هذه الضربة؟
- اولا: الجانب الامني: يشكل الهاجس الامني بشقيه العسكري وعمليات الامن الداخلي الهم الاكبر لتداعيات المعركة… لما له من تأثير سلبي مباشر على مختلف جوانب الحياة الاخرى… ومن اهم المخاطر العسكرية سقوط بعض الصواريخ الايرانية الضعيفة التوجيه والعشوائية الاصابة على المواقع المأهولة بالسكان، أو على المنشآت المهمة في الدولة كمحطات تقطير المياه وتوليد الكهرباء أو المنشآت البترولية من حقول انتاج أو مصافي… أو لا سمح الله تلك التي تحتوي على مخزون مواد سامة وخطرة مثل غاز الامونيا…، اما الجانب المتعلق بعمليات الامن الداخلي فتعتبر من الهواجس الواجب الاستعداد المسبق لها بكل الامكانيات وبالحزم المطلوب… خصوصا في ظل تركيبة سكانية بلغت فيها اعداد بعض الجاليات الى نسب كبيرة وغير امنية.. قد تخرج عن السيطرة اذا لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة وقبل فوات الأوان… وهناك ايضا بعض من تجاوز ولاءه حدود وطنه قد يعمل كطابور خامس بالتصريحات أو الفاكسات التي قد تستهدف الوحدة الوطنية… كما ان اعلان ايران في الفترة الماضية عن تجهيز اكثر من خمسين الف مقاتل انتحاري للقيام بأعمال انتقامية في المنطقة عند تعرض ايران للعمل العسكري… هذا التصريح يجب ان يؤخذ على محمل الجد والحزم… اذن التحديات الامنية كبيرة وخطيرة ويجب مواجهتها بالحزم والتخطيط والاعداد الجيد…

الإمداد والتموين

من المهم مراقبة اسعار السلع بصورة دقيقة وحازمة منعا للاستغلال… كما ان هناك بعض القطاعات المهمة المرشحة للتوقف بشكل مؤقت، اذكر منها الكهرباء والماء والوقود بأنواعه عند اغلاق المصافي… أو عند تعرض محطات الطاقة للقصف أو اقتراب أو وصول بقع الزيت لها… والرهان والاعتماد هنا على وعي الجمهور بالاقتصاد بالاستهلاك… بالاضافة الى تخزين كميات احتياطية من الماء والوقود وتقنين توزيعها… التأكد من كفالة خطة طوارئ الدولة والصحة للتعامل مع الحدث والتي يجب تحديثها والتدرب عليها…

التعطيل والاخلاء

يجب إعداد خطة يتم التدريب عليها لاخلاء المناطق المتاخمة لاحتمالات انبعاث الغازات والأبخرة السامة أو الضارة واخص بالذكر المنطقة القريبة من مصنع تخزين الامونيا في منطقة الفحيحيل… كما على وزارة التربية أن تكون مستعدة للتعامل مع الحدث بشكل مرن ومسبق… فتعطيل المدارس في بداية العمليات يمكن تعويضه بأيام السبت فيما بعد… ذلك خير من إغلاق المدارس في منتصف اليوم… «وتعالوا اخذوا عيالكم…»، كما ان اغلاق سوق الأوراق المالية بشكل مؤقت هو أمر يجب أن يدرس بعناية..، كما ان لابد من وضع خطة إعاشة وتغذية، وربما اخلاء من يرغب، ملايين من المقيمين الذين سوف يتوقفون عن العمل والكسب وذلك إلى أن ينجلي الأمر.
< وما المطلوب من السلطتين التشريعية والتنفيذية تحديدا وعلى وجه السرعة
- «الأغلبية مسؤولية» والمطلوب جلسة خاصة وعاجلة: لمجلس الأمة «النواب والحكومة» للوقوف على استعداد وجاهزية الدولة بأجهزتها المختصة واخص بالذكر منها القوات المسلحة، الداخلية، الحرس الوطني، الصحة، التربية والتعليم، وزارة التجارة، الكهرباء والماء، البترول، الإطفاء، المواصلات.. إلخ، مفاعل بوشهر النووي، وسياسة إيران التوسعية واضطراب الوضع في العراق، واختلال التركيبة السكانية كلها عوامل تحتم عقد جلسة كل 6 شهور على الأقل لمناقشة جاهزية الدولة… على غرار الجلسة الخاصة لمناقشة الوضع المالي كما ولا بد من خطة طوارئ شاملة وضرورة تدريب الجمهور عليها وذلك بصورة دورية وكلما كان هناك حاجة للتدريب بصرف النظر عن وضع التوتر فالاستعداد وقطرات عرق التدريب توفر نزيف الدم في العمليات الحقيقية..

الدين النصيحة

< ماذا تود أن تضيف؟
- نحن نعيش في إقليم متوتر جدا وطبول الحرب لا يمكن أن تخطئها أذن من لديه حكمة وحصافة، لذلك يجب عدم الانشغال في القضايا الأخرى، على أهميتها، ونغفل عن ما هو أهم وهو الاستعداد لتداعيات التوتر بالمنطقة وما يمكن أن تفضي من كوارث لا يجوز تجاهلها أو مواجهتها بخطة بدون تدريب الجمهور عليها… أو الاقتصار على خطة وزارة الصحة لتوزيع حبوب اليود..! كما أود ومن منطلق الدين النصيحة أن أهمس بأذن الجارة المسلمة إيران بالمعلومات المتداولة ضمن التقارير المتخصصة التي تفيد أن «المجتمع الدولي على قناعة راسخة من أن إيران تسعى جاهدة لامتلاك القنبلة النووية…» كما أن المجتمع الدولي غير مطمئن لنوايا حكام إيران واستمرار بقائهم بالسلطة… لذلك فقوات التحالف سوف تكون مستعدة لشن حرب أكبر في حال تطور المواجهة… ان استقرار وربما زعزعة النظام الإيراني سوف يكون من أهداف العمل العسكري… قوات التحالف سوف تضرب الكثير من الأهداف التي قد لا يكون لها علاقة مباشرة بالبرنامج النووي الإيراني بهدف نجاح الهجوم من ناحية.. وإخضاع النظام الإيراني للإرادة الدولية أو تقويضه» هذه بعض وليس كل من جوانب صور أحداث المستقبل، إذا لم تبادر جارتنا المسلمة إيران إلى نزع فتيل التوتر.. وتفويت الفرصة على ما يتمناه الكيان الصهيوني الإسرائيلي لإيران من استمرار التعنت والاندفاع غير المحسوب ولا المحمود العواقب.. وذلك عندما تستجيب إيران لرغبات المجتمع الدولي «امشي عدل يحتار عدوك فيك».. ولعل أهم خطوة يمكن أن تخطيها إيران في سبيل تحقيق طموحاتها هي العمل أولاً على فك عزلتها بتطبيع علاقاتها مع المجتمع الدولي… لينعم الشعب الإيراني الصديق بالاستقرار وبخيرات بلاده بدلا من أن تهدر بأسلحة عفا عليها الدهر وشرب وغير ذات جدوى.. اللهم اهدي قادة جارتنا إيران.. اللهم ابعد الخطر عنا وعن جيراننا.. واحفظنا جميعا… اللهم آمين


المصدر جريدة الوطن
تاريخ : 24-4-2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting